السبت، 14 مارس 2015

خرجنا من ضلع جبل ..رواية الخرافة







تبدأ رواية لولوة المنصوري (خرجنا من ضلع جبل ) بهذه  الافتتاحية 
إلى الأرض..
أطيلي السجود..
 ينزعج إبليس

وتنتهي بهذه العبارة: “وسواس الحقيقة.. هو أنت

تمتد هذه الرواية  الفائزة  بالمركز الثاني في جائزة الإمارات للرواية القصيرة (فئة الرواية القصيرة) بين هذين الحدين على نحو 140 صفحة من القطع الصغير.

تمتلء هذه الرواية بالرمزية العميقة التي يصعب فكها من أول قراءة وكيف لا والرواية مبنيه في الاصل على خرافة جبل جيس  حيث تقول الرواية 
حين استدار على ظهر الريح، الولي الموكل بتهريب عرش بلقيس عائداً من اليمن، اندفع بحماسة على رؤوس جبالنا، و انتقى ثغرة من شقوق الوديان ليسرب فيه العرش.في صدر الوادي اعتدل الولي واقفاً واثقاً بصنيع أتقنه، ثبت مجدداً العرش على رأسه، و انبرى منثبقاً مخترقاً عنق الوادي، بدفعة قوية لم يلحظ بها ارتداد أحد أجنحته القصية على وجه الجبل.
كل ما حدث بعد اختفاء تلك الرجفة أن تحرك جبل (جيس) من مكانه، و اضربت الأرض و ماجت في مخاض عسير لسنوات طويلة، تصدع الجانب اليماني من رأس الجبل، فسقطت صخرة عظيمة بحجم هرم صغير، تدحرجت و انعزلت نائمة قريرة عند حافة البحر، فكانت مائلة كجبهة جيس في سجوده الأبدي على ظهر البلدة.

 تمتاز لغة الكاتبة بالأسلوب الشعري  المميز الغني بالصور الفنية ،التي تؤكد على امتلاك لولوه المنصوري لقلم رائع سيبزغ بشكل افضل لو ابتعدت عن الرمزية وسخرته في رواياتها القادمة في قالب اقرب للواقع ، ومحاولة لنقل العادات الشعبية لأهل الإمارات إلى دروب الرواية الأدبية 

من يقرأ هذه الرواية سيتكبد الكثير من العناء بسبب استعمال الاسلوب الرمزي في السرد ولكن سيبتهج لروعة قلم لولوه المنصوري وسيتنبأ لها بمستقبل كبير في الوسط الأدبي 

لولوه أحمد المنصوري كاتبة وصحفية من الإمارات العربية المتحدة من مواليد 1979. حاصلة على بكالوريوس اللغة العربية ودبلوم في الإعلام الأسري. لها عدة روايات منها رواية "آخر نساء لنجة" و كذلك  مجموعتها القصصية "القرية التي تنام في جيبي "والتي فازت بجائزة دبي الثقافية عام 2013.


366 رسالة بــقــلم ..الـمرحوم




بطل هذه الرواية رفض أن يذكر اسمه الحقيقي بين سطور السرد الشجي لمعاناته بل أختار لنفسه
 اسم يمثل نهايته الواقعية في حُب أسماء ..(المرحوم) الذي ساقه القدر لحضور حفل زفاف قريبه عبدالقادر فأصيب بسهام العشق هناك على مقاعد الصالة التي احتضنت العُرس

لم يعرف المرحوم اسمها بل تكهن به وقرر ان يسميها اسماء ولم يدرك يقيناً مسكنها ولكن قرر ايضا ان يتكهن انه في حي البستان 

أستاذ الكيمياء المولع بالتدريس تولع بكيان تلك المرأة التي لم يراها إلا مرة واحدة فقضى لياليه في أرق العشاق يتخيل لحظة الوصال ،ومضى يبحث عنها في كل مكان 

قرر ان يكتب لها كل يوم رسالة بالقلم الأخضر الذي احب ،فكانت 366 عام ويوم ختمها بتوقيع المرحوم 


تمتاز رواية أمير تاج السر بسرد احادي من قبل البطل ،يسهل على القارئ الاستمرار في القراءة دون ملل ، لا شك من ان لغة تاج السر السلسة ومفرداتها الغنية تجعل من متعة القراءة شيء مضاعف 

أمير تاج السر قلم مؤتمن على نقل الأدب السوداني وواقع المجتمع هناك ومطالعته تجربة رائعة         لمن  اراد ان يتعرف على السودان وأهله