"كان البياض بيننا وبينهم وليس السواد .. هذاماكنت أدركه من دون تفسير بل هو أول حجر في المسافة؟"
تطرح "نجوى بن شتوان" عبر روايتها زرايب العبيد قضية العبودية في التاريخ الليبي إبان نهاية العهد العثماني وبدايات الاحتلال الايطالي
يزور رجل غريب بيت عتيقة حاملا في يده وثيقة تؤكد نسبها لعائلته و ليعرف عن نفسه بأنه" علي" ابن عمتها طالبا منها اعطاءه الفرصة لإصلاح ما يمكن اصلاحه
لتبدأ عتيقة في سرد حكايتها وحكاية والدتها و حكايات "زرايب العبيد" على شاطئ الصابري ببنغازي
ارتكزت "بن شتوان" في روايتها على أسلوب البدء في سرد الرواية من نقطة زمنية معينة مثلت الحاضر وهي لحظة زيارة ابن عمتها"علي" لتعود من هذه النقطة للخلف.. لطفولتها في زرايب العبيد و تسرد من خلال الاحداث وعلاقتها بعمتها"صبرية" و مفتاح وعيدة وساكني الزرايب.
لم تغفل "بن شتوان" اثناء سرد الرواية الامساك بأحكام بأسلوب التشويق و الألغاز لتطرد أي صورة للملل يمكن أن تتملك القارئ.
تصل ذروة السرد في الرواية عندما تلتهم النيران "زرايب العبيد" و تلتهم معها جسد صبرية اثناء محاولتها انقاذ وثيقة تثبت نسب عتيقة وعلى اثر هذا الحريق ينكشف المستور وتدرك عتيقة ان صبرية هي أمها "تعويضة" التي احبت سيدها "محمد بن شتوان" و كانت هي ثمرة هذا الحب
تبدأ بن شتوان بعد انكشاف الحقيقة في سرد النصف الثاني من الرواية وهي مرحلة يمكن وصفها بمرحلة الاجابات حيث تعود بالزمن إلى الوقت الذي التقت فيه أمها "تعويضة " بابن سيدها" محمد" تحت المزراب ،لتتوالى الأحداث حتى وصول والدتها الى زرايب العبيد ،و يحمل النصف الثاني وصفا اكثر اتساعا لقضية العبودية و العنصرية اتجاه اصحاب البشرة السمراء باعتبارها القضية الاساسية التي تناقشها "نجوى بن شتوان" عبر روايتها و من خلال سرد الأحداث تناقش الكاتبة قضايا فرعية منها ما تعانيه المرأة جراء بعض المعتقدات والتقاليد المتوارثة في ذلك الزمن
في اخر فصول الرواية تعود الكاتبة إلى الزمن الذي بدأت منه و هو لحظة وصول ابن عمتها مع وثيقة النسب.
استخدمت بن شتوان بعض أغاني المرسكاوي في التعبير عن مشاعر الشخصيات و المرسكاوي فن فلكلوري ليبي ،،أغاني سيجد القارئ العربي صعوبة في فهم معانيها.
نجوى بن شتوان
كاتبة وروائية ليبية حائزةعلى جائزة مؤسسة هاي فيستيفال لأفضل 39 كاتباً عربياً للعام 2009 و على جائزة الرواية العربية،الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005.