الأحد، 19 أبريل 2015

عشر نساء ...لمارثيلا سيرانو

"عندما تقرأ مارثيلا سيرانو تحدق في عيون كل نساء العالم"
الروائي الإسباني  ارتورو بيريز ريبيرته





تتحدث هذه الرواية عن تسع نساء لكل واحد منهن حكاية  نقط التقائهن عند المرأة العاشرة  وهي معالجتهن النفسية ناتاشا والتي مثلهن لها حكاية تثقل كاهلها، تؤمن ناتاشا أن سرد حكاية كل شخصية امام الأخريات هي أول خطوة للتحرر من هذا الثقل ِ.
لنبدأ بأول النساء (فرانثيسكا) ، مهندسة ومتزوجة لديها ابنتان  حياتها مستقرة ،حملها الثقيل يتمثل في سؤال لم تجد الإجابة عليه ،هل تحبني أمي أم تكرهني ، هل هجرتني لأنها لا تحبني ؟!!
تسرد فرانثيسكا حكايتها أمام باقي النساء محاولة إعادة قراءت حياتها علها تجد إجابة او علها طرحت السؤال الذي ارقها بطريقة خاطئة
(مانيه) اجمل النساء دخلت عالم التمثيل معتمدة على جمالها مضى العمر كبرت وغزا وجهها التجاعيد التفت فأيقنت ان قطار العمر قد سبقها وجعلها وحيدة بلا ولد ولا عائلة ولا رفيق ، السؤال الذي ارقها هل خسرت جوهر الحياة عندما رفضت ان يكون لي ابناء ؟!!
(خوانا) أم عزباء تعمل في محل للتجميل تعتني بوالدتها التي كانت ايضاً اما عزباء ،خوانا لديها ابنة واحدة اسمها سوزي ،الم خوانا هي ابنتها ،التي اصيبت فجأة بالاكتئاب وترغب في الانتحار، يضل سؤال خوانا الذي يؤرقها ماذا لو كان تعاملي معها افضل مما كان ماذا لو كان وضعي المالي افضل من هذا ماذا لو ....؟
(سيمونا) مناظلة يسارية  من عائلة ثرية  ،احبت اوكتافيو واحبها لكن اكتافيو كان مدمناً على الكُرة وهجرته  لأجل ذلك قررت ان تغير حياتها بعد ان بلغت الخمسين  اشترت شقة في مدينة ساحلية  وقضت اغلب ايامها في الكتابة سؤالها هل ستندم يوماً على التخلي على الزوج ؟هل ستشعر بالوحدة
(ليلى) تشيلية المولد فلسطينية الأصل صحافيه ذهبت لفلسطين فتعرضت للإغتصاب من قبل جنود اسرائيلين ،انجبت ابناً اسمته أحمد ، سؤالها الذي يؤرقها هل ستحب احمد يوماً  الذي يمثل نتاج تجربة مؤلمة بالنسبة لها ؟
(لويسا) امرأة من الريف احبت كارلوس العامل والناشط في مجال حقوق العمال ، تزوجته وانجبت ابناءاً منه ، في عهد العسكرتاريه  اعتقلوا كارلوس من بيته ، وانتظرت لويسا 30 عاماً لتعرف مصيره لم تجد اسمه ضمن المعتقلين او المفقودين ،سؤالها الذي يؤرقها اين كارلوس وماذا حدث له ؟
(جوادالوبي) تبلغ 19 عاماً تكتشف انها سحاقية ،تحاول ان تجعل هذا الأمر سراً ولكنها تضطر في اخر المطاف للكشف عن هذه الحقيقة يشعر اهلها بالخزي ،وتشعر هي بنبذ المجتمع ، سؤالها الذي يؤرقها إلى متى ستواجه كل هذه الاشياء قبل ان تنهار؟
(أندريا) ممثلة تلفزيونية شهيرة ..تملك كل شيء لكنها تشعر بغيظ كبير كأنها ترغب في الهروب من حياتها وتاريخها من شهرتها و زواجها ، ترغب في الغيش في مكان صامت لا تسمع فيه الا نفسها ، تحاول اندريا ان تأخذ قسطاً من الراحة في صحراء أتاكاما تكتشف انها تريد الارتباط مع ارض لها تاريخ ،تعيش صراعاً بين مغادرة بلادها او العودة إلى زوجها وبناتها ..ترغب في البدء من جديد ؟
(آنا روسا) شابة كاثولكية متدينة ،تتعرض للتحرش من قبل جدها ، تصارح والدتها فتتجاهلها ،يضل السؤال الذي يؤرقها لماذا لم يدافع عنها احد  هل ما يحدث لها بسبب خطيئة  هل يكرهها الرب ضل السؤال يؤرقها ،
حتى سألت  جدها وهو على فراش الموت بعد وفاة والديها في حادث سير ، لماذا لم تحمني امي عني ؟
فأجابها لأنني فعلت معها الشيء نفسه
(ناتاشا) هي اخر النساء لم تحكي قصتها بل سمحت لصديقتها ان تسردها لباقي النساء ، ناتاشا  معالجة نفسية ولدت في بيلا روسيا لأبوين يهوديين اضطرا للهرب من المحارق النازية الى امريكا الجنوبية ، كان لوالدها رودي علاقة قبل الزواج مع امرأة ارستقراطية اسمها مارلين حملت منه وانجبت بنت اسمتها حنه ، تكتشف ناتاشا هذه الحكاية وعمرها 30 عاماً تقضي حياتها في البحث عن اختها  لتجدها بعد مرور عقود في فيتنام امراة عجوز وضعيفة على حافة الموت ، السؤال الذي يؤرقها ماذا لو لم يحصل أي من ذلك لا حروب ولا فرار من الوطن ؟


الرواية تطرح الكثير من الأسئلة تجمع اغلب النساء الخوف الدائم من الوحدة من ضياع حياتهن دون ان يعشنها بالشكل الصحيح 

جدير بالذكر أن الكاتبة مارثيلا سيرانو ولدت في تشيلي واهتمت بالفنون البصرية ونشرت روايتها الأولي "أحببنا كثيرا عام 1991م ولاقت رواجا وحازت على عدة جوائز، وتعد من أبرز الكاتبات في أمريكا اللاتينية .

الكاتبة التشيلية مارثيلا سيرانو


أما المترجم صالح علماني فهو مترجم فلسطيني، يترجم عن الإسبانية. ولد في مدينة حمص عام 1949، ودرس الأدب الإسباني. أمضى أكثر من ربع قرن في خدمة الأدب اللاتيني ليُعرّف القرّاء العرب على هذا النوع من الأدب، وترجم ما يزيد على مئة عمل عن الإسبانية، وترجم للراوئي غابرييل غارسيا ماركيز العديد من الروايات منها الحب في زمن الكوليرا، قصة موت معلن، ليس لدى الكولونيل من يكاتبه، مئة عام من العزلة، عشت لأروي، ذاكرة غانياتي الحزينات، كما ترجم للراوئي ماريو بارغاس يوساو وللروائية إيزابيل أيندي ولآخرين