الخميس، 13 فبراير 2014

مُــــــــــدن الخوف !


لوهله يخيل لك أن تقرأ عنوان  يخص رواية يحاول صاحبها مماهات روايات ديستوفيسكي أو  فرانز كافكا بالحديث عن  تجربة العيّش في مُدن مُحاطه بالخوف من أخيّلة تسكن عقول قاطنيها،لتكتشف بعدها أمرين  ، أنه عنوان  لديوان شعر  كُتب عام 2009 لشخص اغتيل في عام 2013 في ليبيا أنه المحامي عبدالسلام المسماري ولتكتشف ايضاً أنه عنوان لفيلم وثائقي قصير عدى الخمسين دقيقة بدقيقتين  انجزهُ بعض الشباب من مدينة بنغازي واقتبسوا عنوان ديوان الشهيد عبدالسلام المسماري تكريماً له،  يحكي هذا الفيلم القصير عن معاناة المدن التي اختار بعضها الوقوف مع  القذافي إبان الثورة الليبية في عام 2011 ، وشعورهم بالنبذ والخوف من الانتقام كردة فعل على خذلانهم لإخوانهم في الوطن ،ورغم قصر مُدة الفيلم المتاح الان مشاهدته وهي فقط ثلاث دقائق إلا أن الفيلم يناقش موضوع مهم جداً يخاف الكثير من السياسيين والنخبة الثقافية وحتى عامة الشعب الحديث والولوج في تفاصيله فما بين الخوف من الوقوع في دائرة الاتهام  بمولاة النظام السابق وبين الخوف من  تهمة معاداة ثورة 17 فبراير يصمت الكثيرون ،إلا أن الأمر حقيقة لا يحتاج لتكبيله بكل هذه المخاوف ،فالحقيقة التي لا نستطيع اخفائها أن بناء الدولة يحتاج لبعض المُصالحة والعفو خصوصاً لأولئك الذين لا حول لهم ولا قوة ولم يكونوا يوماً داخل دائرة القرار السياسي او العسكري في ليبيا،أن يؤدي الخوف بالبعض  إلى التمنع من ذكر لقبه او قبيلته او المدينة التي آتى منها خوفاً من النبذ و الغمز واللمز اللفظي إلى التعنيف الجسدي في بعض الحالات  أمر غير سوي ولا يعطي الثقة المطلوبة بين افراد هذا الشعب للعيش تحت سماء واحدة وفي دولة واحدة .

كنا يوماً موجودين في مطعم بمدينة طرابلس بجوار الفندق الذي ننزل فيه مع صديقة لي ووالدها ، فطلبنا من النادل شيء ما ،فأحضر دفتراً بغلاف أخضر فضحكنا واشرنا  مازحين بعلامة  الهتاف الشهيرة للقذافي وبادرنى النادل بالضحك  ، لنرى شخصين يجلسان  مقابلنا و  ينظران الينا نظرة ملئوها الكره والتقزز يتمتمان  ببعض الكلمات وعند اقترابنا من الخروج قال احدهم " ايجيكم يوم يالطحالب ونصفوكم "  تملكني الخوف وخاصة اننا غريبون في مدينة طرابلس ،في تلك اللحظة تساءلت كيف حال اخوه لنا اخطأوا يوماً في اتخاذ الموقف الصحيح في مكان لا يغفر الخطأ ، يسمعون كل يوم هذه الألفاظ وهذه العبارات ينامون كل يوم والخوف مُحيط بهم حتى اضحى الخوف دينهم وديدنهم !

اضغطوا على عنوان الفيلم لمشاهدته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق